
كلمة «كوميدي» لا تفي بالغرض، لتوصيف أسلوبه الذي يجمع بين الواقعيّة الفجّة، والشاعريّة واللامعقول، بين السخرية الهاذيّة والتمرّد السياسي والحسّ الشعبي. في هذا التماس المباشر مع الجمهور على المسرح، أو غير المباشر في الاذاعة («بعدنا طيّبين… قول الله» ١٩٧٦) والسينما (رندا الشهّال «طيّارة من ورق» ٢٠٠٣)، يكمن جزء حيوي من شخصيّة زياد الرحباني، ومن علاقته بالناس واللغة والواقع والسلطة، بالحكايات الصغيرة والأفكار الكبيرة. لا يشخّص الرحباني الابن بل يدخل في حالة ثانية. لا يقلّد الحياة بل ينتقل إلى حياة أخرى. لا يؤدّي شخصيّاته بل يعيشها، تاركاً معها مسافة في الوقت نفسه. لا يمثّل بل يرتجل، حتّى حين يكون النص واضحاً والتعليمات الاخراجيّة صارمة. ينهل من الفطرة ويلعب على البديهة.
سنشكر صاحبة «حكي نسوان» (٢٠٠6) لأنّها نجحت في استدراج زياد إلى المسرح، لتقديم عمل عن الجنون والقمع، مستوحى من البريطاني توم ستوبارد. سنشكرها ونسألها كيف تمكّنت من ادارة «الابن الرهيب». أما الليلة فنكتفي بمتعتنا: لقد استعدنا الممثّل زياد الرحباني.
بيار أبي صعب
جريدة الاخبار