728x90 شفرة ادسنس

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

حوار زياد الرحباني مع مجلة سنوب

هو حالة عبقرية خاصة وفريدة من نوعها، شاء من أحبّه أو أبى من كرهه. فلطالما شكّل زياد الرحباني ظاهرة مثيرة للجدل في كل ما قال وفعل، خارقاً القواعد بلا خجل أو وجل، و«لولا فسحة الأمل» لغادر لبنان على عجل سعياً وراء الرزق والعمل... وعلى ذكر المغادرة، فقد تناولنا مع ضيفنا في هذا اللقاء مسألة قرار الهجرة الذي قيل إنه اتّخذه بعد يأس، كما شمل الحديث جوانب عديدة مثل خلافه مع والدته وشقيقته، بالإضافة إلى مشروعه الجديد كمقدم برامج عبر تلفزيون روسيا اليوم، مروراً بشؤون الفن ووصولاً إلى شجون الحب والزواج...
بطبيعة الحال، كانت البداية مع الموضوع الذي أثار زوبعة في الوسطين الإعلامي والشعبي والسؤال البديهي:
* ما قصة الهجرة؟

ـ أنا لم أقل هجرة، إنما أسعى لأن أركّز نفسي في الخارج وتحديداً في ألمانيا. ولكن عدداً كبيراً من الناس الفارغين «عملوا منها قصّة» في الإعلام. الهجرة هي ألا يبقى ما يربطني بلبنان، وهذه ليست الحال بالنسبة إليّ. كل ما هنالك أن العمل هنا بات أكثر صعوبة من السابق على مستوى الموسيقى. فقد أنشأت الدولة معهد الموسيقى الوطني وكان ممنوعاً علينا الاستعانة بالفرقة الخاصة به من قبل

د. وليد غلمية الذي وضع قوانين غريبة عجيبة لإتاحة استخدامها، وتبيّن أن القصة مزاجية في الوقت الذي تتكلّف فيه الدولة مبالغ كبيرة على الموسيقيين الأجانب الذين يعيشون في لبنان ويعملون في المعهد.
* إذاً السبب موسيقي صرف؟

ـ نعم. صحيح أنني عملت في الموسيقى لفترة طويلة من الزمن، ولكن مع ذلك لا يمكنك تخيّل ما يستطيع المرء إنجازه لو كان معه العدد الكافي من الموسيقيين المحترفين. ثمة أعمال متروكة ولا أمل عندي لإنجازها، بالإضافة إلى عدم لهفة المنتجين على إنتاج أعمال موسيقية إن لم تكن مرتبطة باسم مغنٍّ كبير. وتزداد الصعوبة أمام المنتج لإحضار موسيقيين من الخارج إذ ترتفع التكلفة. وحتى بعد وفاة د. غلمية ما زالت الصعوبات موجودة بالنسبة الى استخدام فرقة الكونسرفاتوار. تصوّري أن الفرقة كانت ممنوعة من مرافقة فيروز في حفلاتها خارج لبنان! وكان وليد غلمية يقول للأعضاء «اللي بيروح بيضلّ هونيك»! والسبب «قلة عقل»، إذ إنه سبق أن قاد بضع حفلات لفيروز ولكنها شعرت أنه «مش ماشي الحال» ولم تعاود التعامل معه كمايسترو في حفلاتها.
* وماذا تنوي أن تفعل في ألمانيا بالظبط؟

ـ عندي عدد كبير من الأعمال أسعى الى تسجيلها وإنتاجها هناك، وبدل إحضار عدد كبير من الموسيقيين للاستقرار في لبنان، يمكن أن تأتي الفرقة وتنهي عملها هناك ثم تغادر، فيتفاوض معها المنتج كأنه يتفاوض مع أي فرقة أجنبية تأتي خلال المهرجانات. بالنسبة إلي، أحاول منذ زمن طويل الاستقرار في برلين تحديداً. وعندي فيلم أنوي إنجازه هناك وثمة مسعى لتنفيذه من قبل مؤسسة سينما ألمانية تابعة للدولة، وهذا العمل كان مسرحية قبل تحويله إلى فيلم، ولكن وضع البلد لا يحتمل عرضاً مسرحياً مستمراً، إذ لا أحد يعرف ما قد يحصل من تطورات تعرقل العرض وحضور الممثلين أو المشاهدين..
* أنت حذر أكثر من اللازم؟

ـ هذا لأن ما أتحدث عنه حصل معي أكثر من مرة، إذ ثمة أعمال لم تُنفّذ وبقيت مجرد عناوين مثل مسرحية اسمها «كان به»، جهّزنا الملصقات الخاصة بها لعرضها عام 1982، وكانت على مستوى ضخم من حيث التجهيزات والفرقة الموسيقية وغيرها، لكن الاجتياح الإسرائيلي حال دون ذلك.
* إذاً الفيلم سيكون من إنتاج ألماني؟

ـ بل إنتاج لبناني، ولكن مؤسسة السينما هناك من شأنها أن تساعد في تصوير المشاهد الخارجية، بالإضافة إلى مساعدتها في تأمين فريق عمل تقني ألماني من حيث الإضاءة والتصوير وغير ذلك.
* مستمرّ في كتابة المقالات لجريدة الأخبار؟

ـ نعم، وهي تجربة جيدة حتى الآن.
* وماذا عن مشروع العمل مع تلفزيون «روسيا اليوم»؟

ـ المسؤولون عن التلفزيون ينوون إعادة مقرّه إلى لبنان، وقد عُرض عليّ الإشراف على المحطة، بالإضافة إلى فكرة تقديمي برنامجاً حوارياً. كل ما قدّمته من حفلات موسيقية منذ سنتين وحتى الآن أي ما يقارب 12 حفلة مصوّرة بشكل كامل، لم تلقَ أي اهتمام من أي محطة تلفزيونية، في حين أن تلفزيون روسيا اليوم قال إنه مستعدّ لعرض كل حفلاتي كما هي كاملة.
* بالنسبة الى حفلة الناقورة، سخر البعض من حديثك عن التشويش؟

ـ (مقاطعاً) المقصود بكلمة التشويش هو التعتيم الذي حصل على صور الحفل والفيديوهات التي تمّ بثّها والتي لم يكن لها أي أثر لاحقاً. هناك قرابة مئة شخص تعهّدوا لي ببثّ تلك الصور والمقاطع على كل مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أياً منها لم يظهر له أثر في أي مكان ولا حتى ذكر للحفل! وقالت لي مخابرات الجيش وكذلك السفارة الروسية إن الجهة الوحيدة القادرة تقنياً على القيام بمثل هذا التعتيم هي إسرائيل.
* قيل عن تحويل مسرحياتك أونلاين؟

ـ بالنسبة الى المسرحيات، نحاول جمعها في موقع واحد، فالشركة التي أخذتها ما زالت تحتفظ بها بعد مرور وقت على تاريخ العقد بيننا مع أنها دفعت لي مبلغاً كبيراً جداً، وهو رقم لم أسمع به في حياتي، لكنها تأخرت كثيراً في نشرها ما يشغل البال أيضاً. لذلك سحبت منها المسرحيتين بعد أن وجدنا منتجاً من صيدا سيعيد المال إلى الشركة، وسنعمل نحن على نشر هذه الأعمال مع أشخاص آخرين.
* وأين أصبح إنشاء الإذاعة؟

ـ بعد مشروع تلفزيون روسيا اليوم، لماذا الإذاعة؟ خصوصاً أننا بدأنا نتحدث عن أسماء الشخصيات التي سأحاورها في برنامجي.
* هل تتهيّب من هذه الخطوة الجديدة حيث ستكون في موقع المحاور وليس الضيف؟

ـ طبعاً، خصوصاً أنني سأطلّ من تلفزيون يشاهده العالم كله مع ترجمة لمن لا يفهم اللغة العربية.
* من الشخصية التي تتمنّى أن تحاورها في برنامجك هذا؟

ـ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقد وعدوني أنه قد يكون ضيفي برغم فارق الطول بيننا، ولكن بما أننا سنكون جالسين فلن يظهر الفرق.
* ومن الفنانين، هل هناك من تتمنى محاورته؟

ـ لا أتابع الفن كثيراً، لأن الغالبية من الفنانين لا تشجّع على المتابعة.
* كنت أتوقّع أن تقول لي: فيروز؟

ـ فيروز ليست حالة فنية، هي حالة عامة ليس لها تسمية أو صفة. طبعاً أتمنى محاورتها، وعندما كنت في أحد البرامج التلفزيونية عرضت عليها على الهواء أن تطل في برنامج وأنا على استعداد لمحاورتها.
* وهل طرحت عليها ذلك بشكل مباشر وشخصي؟

ـ كيف أفعل ذلك وهي لا تردّ عليّ؟! لم يحصل بيننا حديث منذ ما قلته عن رأيها بالسيد حسن نصرالله. ولم أترك أحداً إلا وحاول التوسّط بيننا. وأنا أعرف أن المشكلة ليست منها.
* ألا يمكن فصل خلافك مع شقيقتك ريما عن خلافك مع والدتك؟

ـ «يا ريت» وهذا ما أحاول فعله. حاولت الاتصال بها عدة مرات ولكن لم تردّ على اتصالاتي!
* ماذا تقول لها الآن؟

- أقول لها «الله ينوّرها» وطبعاً الله يخلّيها بصحتها. وأنا أتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها. ما هذه الغلطة الفظيعة التي ارتكبتها والتي تستحق كل هذه القطيعة؟! هذه الغلطة جعلتها ترى كم يحبّها اللبنانيون في مناطق مختلفة عن التي تعرفها. ولو أنني قلت بمن هي معجبة غير السيد نصرالله لن يبقى لها «صاحب»! مثلاً، أمي معجبة بـ ستالين مع أنها لم تقرأ له شيئاً لكن تعجبها شخصيته. كذلك هي معجبة بعبد الناصر والقذافي وهتلر أيضاً!
* هل صحيح أن الأخوين رحباني كانا قريبين من فكر الحزب القومي؟

ـ كانا قريبين بحكم أن كل محيطهما كان كذلك، ولكن عندما كنت صغيراً، كانا دائماً ينفيان الأمر، وكان والدي تحديداً يؤكّد أنهما أقرب بكثير إلى الحزب الشيوعي.
* بالانتقال إلى موضوع مختلف كلياً.. قصتك مع مي حريري، هل هي مجرّد همروجة أم فقاعة إعلامية أم ماذا؟

ـ بما أن الفايسبوك ينشر يومياً خبرية عني وعن فيروز وريما، فقد أردت تخفيف الضغط عن هذا الموضوع بخبرية أخرى وبالاتفاق مع مي. ما دامت وسائل «طق الحنك» المـسمّاة وسائل تواصل اجتماعي تؤلّف عني أخباراً، فلمَ لا أؤلّف أنا الأخبار عن نفسي؟ وبالفعل انصرفت الأنظار كلياً عن الموضوع العائلي وتم التركيز على قصتي مع مي، أي أن محاولتي نجحت. وهي أيضاً كانت راغبة بذلك لأسباب أخرى تتعلق بمايا دياب حيث قالت لي «إذا كنت ستلحّن لمايا دياب، فأكيد أنك ستلحّن لي. صحيح أنني لست سعيدة جداً بصوتي ولكن إذا لحّنت لها فستلحّن لي أيضاً». ومايا لم تكن ممنونة من كل هذه القصة. المهم أنني في النهاية «اعتزلت الفن». ولكن أود التأكيد بأنه لا يوجد أي شيء عاطفي بيني وبين مي أو مايا.
* وأين أصبح التعاون الفني مع مايا؟

- ثمة أغنية تم تسجيلها، ولكن بعد أن قامت بتأديتها في إحدى حفلاتها لم تعد مهتمّة بأن تضع صوتها عليها في الاستديو. فاستنتجت بأنها نالت ما أرادته من هذه الأغنية من خلال غنائها بشكل مباشر. وكلما طلبت منها وضع صوتها، تقول إنها مشغولة لذلك قلت لها «بلاها» لأن من الممكن غناؤها بشكل أفضل ومايا تعرف ذلك أصلاً، لكنها تعطي الأولوية لأعمال أخرى. وقد سبق أن اشترطت عليها قبل القبول بتلحين الأغنية أن يتوقف برنامج «هيك منغنّي» إذ قلت لها «لا أستطيع الدفاع عنك بالنسبة الى تعاوني الفني معك إذا كنت تقدمين برنامجاً كهذا». هي مرتبطة معهم بعقد لثلاث سنوات، لكنني أشعر بأنها سعيدة بهذا البرنامج.
* بصدق وصراحة، هل أنت مقتنع بالأصوات التي تلحّن لها؟

- وما رأيك في صوت سلمى مصفي التي تعاونت معها مرات عديدة؟ هل هو طربي برأيك؟ أنا اخترت لصوت مايا ما يناسبه ويناسب حجمه، كما اخترت لسلمى أو لغيرها من الفنانين تبعاً لإمكانيات كل صوت.
* إذاً أنت لا يهمّك الصوت؟

- بلى يهمّني، ولكن لا مانع من تقديم طقطوقة خفيفة مختلفة عن الأغاني التي تدوم.
* من أجمل الأصوات بالنسبة إليك؟

ـ نسائياً، غير فيروز، أحب سعاد محمد، ولا يعجبني كثيراً صوت أم كلثوم مثلاً. من الرجال، ملحم بركات ومن الجيل الأحدث ملحم زين مع أنه لا يجيد اختيار أغانيه. كما أحب زكريا أحمد وصالح عبد الحي. وحالياً، علي الحجار من مصر.
* أما زلت تعيساً في الحب والزواج؟

- نعم الحمد لله «وعم تزيد»!
* وأين هي العلة؟

- أكيد عندي أنا، هذا ما أسمعه من الأصدقاء. وليتني أعرف ما هي العلّة. أعتقد أن الشهرة تلعب دوراً في الموضوع وهي أسوأ شيء في العالم! فأنا غالباً ما أشكّك في أن المرأة تتقرب مني لأنها تخلط بين شخصيتي كإنسان وكفنان معروف. فقد تكون معجبة بفني ولكنها لا تحبّني كشخص.

*إذا بقيت على هذا الحذر الشديد، لن تجد شريكة الحياة!

ـ لمَ لم تقولي لي هذا من قبل؟! أنا أعرفك منذ زمن. لهذا السبب لجأت إلى مراسلة مواقع على الإنترنت للزواج والتعارف على أساس أن الفتاة ستتعرّف عليّ كإنسان فتقتنع بي كشخص وليس لأنني الفنان الفلاني أو ابن فلان وفلانة.
* لديك حلم تأسيس عائلة؟

ـ أتمنّى ذلك، فلا أحد يحب أن يعيش وحيداً.
* وهل تتمنّى إنجاب ولد يخلّد اسمك؟

ـ لا، لا أفكّر بهذا الأمر. لا يعنيني ذلك إن لم تكن المرأة أو شريكة حياتي هي التي تريده. أمي تتمنّى ذلك طبعاً، وهي تلاحقني فيه من زمن طويل. وعندما كنا نتحادث في الهاتف، كان نصف حديثها عن هذا الموضوع.

* أيمكن أن تقدم على زواج عقلاني خالٍ من الحب؟

ـ نعم ممكن جداً، وأعتقد أن الأمر لن «يظبط» إلاّ هكذا .





حاورته: تانيا زهيري

المصدر : مجلة سنوب

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
Item Reviewed: حوار زياد الرحباني مع مجلة سنوب Rating: 5 Reviewed By: رحبانيات و فيروزيات
إلى الأعلى