728x90 شفرة ادسنس

الخميس، 19 سبتمبر 2013

جوزيف صقر .. تحية

جوزيف صقر

جوزيف صقر مغن لبناني (1942-1997) اشتهر بغنائه لأبرز أعمال الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، مثل الحالة تعبانة يا ليلى وع هدير البوسطة ويا زمان الطائفية وبما إنو ومربى الدلال وتلفن عياش وسواها. شارك فيروز والأخوين رحباني في عدد من المسرحيات، أبرزها (لولو) و(ميسم الريم)والأغنيات، كما شارك في كل مسرحيات زياد الرحباني.
بدأ جوزيف كمغني في الكورال المنشد خلف فيروز، ما لبث أن أصبح أهم الأصوات في أعمال زياد الرحباني.

هذا الفنان
الذي فتن بصوته العائلة الرحبانية ليحوز على اعترافهم بكل مواهبه غناء
ومسرحاً وحياة, دفعت الفنان الكبير منصور رحباني لأن يقول: “جوزيف هو ابننا
تربى معنا ومعاً بدأنا درب الفن الطويل.. جمعنا العيش المشترك ومهرجانات
بعلبك ورحلاتنا الفنية كلها, جوزيف صقر فنان يميزه التماع خاص في صوته
ونبرته الحنونة, صوته لم يعرف الشيب فكأنه شلال عذب من أعلى قمم لبنان,
صادق في كل ما يعمل, ساخر أجاد مزج الحياة العادية بكل ظروفها بضحكة ساخرة
وبعبثية متمردة وبلهجة شعبية قريبة للقلب ومن قلب الواقع” سئل مرة عن
دراسته الموسيقية فأجاب: معي دبلوم مهم كتير, قاصداً بذلك عاصي ومنصور,
والذي تعلم منهما أكثر من أي مدرسة أكاديمية عربية امتدت معهما ثماني سنوات
ينهل من نبعهم هاوياً ومبدعاً دون احتراف لتظل حرفته الأصلية معلماً للغة الفرنسية.

كان يدندن أغنية وراء الكواليس في فرقة الرحابنة, سمعه زياد فأتى بالبزق
ليعزف له وليشاركه الغناء ولتبدأ منذ تلك اللحظة انعطافة كبرى وهامة في
مسيرته الفنية وليشكل مع زياد ثنائياً استمر لربع قرن من العطاء. زياد
الرحباني الذي كان يخط لنفسه طريقاً فنياً أكثر جرأة واقتراباً من حياة
الناس, وجد في جوزيف ضالته الكبرى, خاصة في مسرحه, ولتبدأ معه حركة فنية
جديدة في الأغنية اللبنانية التي لامس زياد فيها أوجاع الناس وظروف الحرب
وتداعياتها من رغيف الخبز والتفاصيل اليومية حتى أصبحت أغنيته تتردد على
الألسن في تشخيص فني ” موجع وصادق” وجاذبية محببة ولغة بسيطة ومتعايشة دون
تكلف أو مداورة دفعته إلى قمة النجاح في زمن كان فيه كل شيء ينهار في لبنان
إن اللافت للنظر في جوزيف صقر أنه لم يتكلم يوماً عن نفسه بمعزل عن زياد,
وهي حالة نادرة في الأوساط الفنية العربية التي تتضخم فيها (الأنا) لتصبح
المبتدأ والمنتهى, زياد الذي عرف معه نجاحات قد لا تتكرر ولن تنسى, وليعرف
معه أيضاً مرارة فقدانه حين رحل مع أول يوم من العام 1997 لتصبح (سهرية)
رأس السنة مفتتح كل عام ذكرى لرحيله حين نزفت معدته بشكل طارئ لم ينفع معها
أي شيء, ليشكل فراغاً حقيقياً في الأغنية اللبنانية الممتزجة بهموم الوطن والناس العاديين.

في إحدى آخر
مقابلاته الصحافية، وهي قليلة، قال جوزف صقر انه يحبّ تجربة كاسيت “بما
انو”، ويحبّ ان يلحّن له منصور الرحباني لحنا، وانه ليس مطربا يسعى وراء
اللحن من الملحن، كما ان زياد لا يعرض ألحانه على المطربين.

كان خارجا
للتو من تصوير فيديو كليب أغنية “ليه عم تعمل هيك”، ولم يستفض في شرحها، بل
قال ان عدم مشاركته في كاسيت “انا مش كافر” ستبقى حسرة في قلبه، وانه
سيبقى يلوم نفسه لأنه لم يغن أغنية “اسمع يا رضا” كما يجب.

اما أحبّ أغنية لفيروز وزياد بالنسبة له فهي “انا عندي حنين” التي لم تأخذ حقّها كما يجب، بحسب قوله.

ذلك كان حاله إذاً، لديه حنين، وحسرة، وشعور بالتقصير وأحلام كثيرة: شريط
غنائي جديد وعمل استعراضي مع أخيه جان وعروض أخرى على مسارح مختلفة…

تقول أغنيته المفضلة: “انا عندي حنين وما بعرف لمين، ليلية بيخطفني من بين السهرانين.. لبعيد يوديني..”.

نعم انه هو ذاك الحنين الذي اختطفه ذات سهرة وطار به الى مكان بعيد، وهو
ذاك الحنين الذي يختطف أحباءنا من حولنا ويترك لنا رنين ضحكاتهم وأنين تهكماتهم.
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
Item Reviewed: جوزيف صقر .. تحية Rating: 5 Reviewed By: رحبانيات و فيروزيات
إلى الأعلى