كان من الطبيعي بعد أحداث 11 أيلول والتي هي، للتذكير عام 2001. لمَ
التذكير؟ لأنه وبقدْر ما كان وَقْعُ المبنَيَيْن على الأرض
ووَقْعُهما على باقي الأرض الكروية كأن التاريخ يُكتَب من الجديد، بقدْر ما كان جديداً ومهولاً (وهو ما يسبب هذا الشرح الملبَّك والطويل) اختفت السنة وسط هذا الركام، فكانت عبارة 11 أيلول الساعة حوالي التاسعة تختصر الموضوع بأكمله.
كنتُ بدأت باستعمال كلمة «من الطبيعي» وها أنا أعود إليها بعد جملتَين اعتراضيتَين — صار من الطبيعي والمقبول والمحق كل ما يخطر ببال تمثال الحرية. كل ما يخطر ببال هذا الراعي للأبقار الرابض خيله إلى جانب التمثال، هُم مَن في تاريخهم القصير والبلا أصل، هُم مَن يبدأ الإهانة ومحاولة استعباد البشر كائناً من كانوا: أعداء، أصدقاء، نيران صديقة،… ماذا جرى حتى يُهاجَموا هُم وصباحاً وفي عُقر وعُقم دارهم؟ إن التاريخ يجب أن يُكتَب من هذه اللحظة. هكذا شعروا وتصرّفوا. وما زاد الطين بلّة أن الاعتداء على المبنَيَيْن مرَكّبٌ جداً ومنظّمٌ أيضاً، لدرجةٍ أنهم وكالعادة البوليسية الدائمة المرافقة للأحداث المشبوهة، وَجَدوا بعد الاعتداء منهجاً لتعليم قيادة طائرة Jet وإلى جانبه قرآناً خلَنْجاً (جديداً)… آآهاهاهاهااااا… وبدأ الفيلم. طبعاً من نافل القول إنهم استَكْلَبوا، أيّ المرحلة التي تلي: استَفْحَل أمرهم فاستَشْرَسوا… فقد «طاب الموت يا عرب»، قالها مسؤول أو ناطق باسم البيت الأبيض، لا أتذكر، وعواميد البنتاغون وراء رقبته، حتى لا ينسى، وحتى يدخلوا في لا وَعيِه أيضاً. «طاب الموت يا عرب» وجرّت وراءها القرارات ـــ الويلات، قرارات تمرّ في طريقها على مجلس الأمن، لست أدري لماذا، وكأنها استراحة صور. إلى أفغانستان، إلى باكستان يا عرَب، إلى إقليم بيشاور وجبال تورا بورا… وانهارت دفاعات طالبان الأساسية وتاه القوم المجاهدون كالمعهود، في الوديان والمغاور. حتى تنظيم القاعدة ـــ الأفغان العرب، تضاربت حوله الروايات، وما إن شعر رعاة البقر أنهم فشّوا خلقهم في الوديان والمساحات المجهولة وبعددٍ لا بأس به من القبائل الموالية لكارضاي العظيم أو المناهضة له، وما الفرق؟ فقد كانوا دوماً يؤمنون أنه «ماكو فرق!» (وقد تعلموها من حرب العراق الأولى في العام 1991) كلهم عرب وكلهم بحَسَب اليهود ممكن أن يكونوا غير موجودين. وهذا لن يؤثر إلا على بعض معاهدات جنيف والصليب الأحمر العادي وبعض المؤسّسات الإنسانية كـ «هيومن رايتس ووتش» (إنكليترا)… وهذا غير مكلف أيضاً، فصناديق الزكاة المنتشرة على جميع مداخل المؤسّسات التجارية الوهّابية في مساحات لا بأس بها من الوطن العربي المنحلّ، تضاف إليها نخوة بعض الأمراء «الأفراد» كما يوَدّ البنتاغون إشاعته لزيادة الغموض في موضوع هياج التطرّف السني المفاجئ، الفيلم البوليسي نفسه ويلزمه عناصر مشوّقة دائمة ليظل مقنعاً (أنظر تعابير وجه الرئيس هولاند كلّما طلبهم للاجتماع كيري، وعين الله ترعاهم، وإن لم يأتوا قُتِل الفرنسي المخطوف أينما كان، في الضاحية الجنوبية أم في تيزي أوزو، إلخ…) وهو رغم كل هذا الجهد لم يُقنِع أحداً! ولا مشكلة عند رعاة البقر، فهُم يضحكون وقد يضربون يدهم بيدك ويقولون Yes!!! لقد كشفتني هاهاهاها… Cool***
لقد كانت ولم تزل أهم وسيلة منذ 11 أيلول للتذكير بها هي: الصورة. الصورة التي لم يسأل الكثيرون كيف كانت بهذا الوضوح ومأخوذة من زاوية نموذجية وهي ليست بصورة لهاوٍ ولا لجماعة «كل مواطن مراسل» (أي بهاتف ذكي أو غبي). لقد صُوِّر انهيار المبنى الأول للحظات كافية قبل اختراق الطائرة الأولى للبرج يا جماعة. Fuck off Afghanistan، هيّا إلى العراق، لقد عاد هذا الأزعر إلى أسلحة الدمار الشامل، إن صدّام لا يُترَك وحده للحظة، فهو أزعر وعنيد. سهلة هذه التركيبة للدخول إلى العراق، فبين تمثال الحرية والعراق تاريخ من معامل حليب الأطفال إلى الأنتراكس إلى النفط مقابل الغذاء إلى موت الأطفال من قلة الماء. وبخلاف التصويت على أفغانستان في مجلس الأمن، الذي كان مسهّلاً، تعقّد وقتها الإجماع على دخول العراق وذلك لشدّة وضوح كذبة اتهام النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل، لكن ضمير أميركا وقتها لم يسمح بالرضوح لهذا الخنوع العالمي، فدخلت العراق بمفردها، وبعد فترة من المقاومة الغامضة جاء اليوم المركزي حيث تمّ نقل «وودستوك» إلى ساحة الفردوس وخيَّم الجميع حتى وصلت كل التلفزيونات ووكالات الأنباء وبدأ الاقتصاص من أحد تماثيل الطاغية صدّام وذلك بجميع الوسائل: من الملالة، الحبل، الصندل، البصقة إلى المتسلّقين… وبقي من كل هذا الضجيج، مرّة أخرى: الصورة. إن الصورة مهمة جداً في حروب اليوم، لأن إقتصاد السوق الرأسمالي مستعد أن يحوّل أي شيء إلى Logo وما أدراكم ما الـLogo. إن اللوغو جزء من الإعلان، قد يكون «أجيال تنمو مع نيدو» و»ما تخلّوا الولد يلعب ويجرح إيدو». هذا هو جزّار حلبجة وسفّاح النجف وهولاكو البصرة البعثي العراقي تحت لوغو تمثال ساحة الفردوس.
(محكي) طيب؟ وليه بقا بعد كل هالإنجازات العسكرية والأمنية والديمقراطية، كلّما بدّو يزور مسؤول أميركاني أو أوروبي حليف، أفغانستان أو العراق بيقولولك: وَصَل اليوم الرئيس هولاند بصورةٍ مفاجِئة إلى قاعدة باغرام في أفغانستان أو إلى مطار بغداد، لا فرق. إنو ليه بعدهن بيوصلوا بصورةٍ مفاجِئة؟ لأنو لا المالكي ولا كارضاي، مش عاملين شييييي… ليش هنّي خلّولهن جيوش ليعملوا شي؟؟ صاير كارضاي بتفكّروا hostess!
***خرا
زياد الحباني
الأخبار - العدد ٢٤٣٨
ووَقْعُهما على باقي الأرض الكروية كأن التاريخ يُكتَب من الجديد، بقدْر ما كان جديداً ومهولاً (وهو ما يسبب هذا الشرح الملبَّك والطويل) اختفت السنة وسط هذا الركام، فكانت عبارة 11 أيلول الساعة حوالي التاسعة تختصر الموضوع بأكمله.
كنتُ بدأت باستعمال كلمة «من الطبيعي» وها أنا أعود إليها بعد جملتَين اعتراضيتَين — صار من الطبيعي والمقبول والمحق كل ما يخطر ببال تمثال الحرية. كل ما يخطر ببال هذا الراعي للأبقار الرابض خيله إلى جانب التمثال، هُم مَن في تاريخهم القصير والبلا أصل، هُم مَن يبدأ الإهانة ومحاولة استعباد البشر كائناً من كانوا: أعداء، أصدقاء، نيران صديقة،… ماذا جرى حتى يُهاجَموا هُم وصباحاً وفي عُقر وعُقم دارهم؟ إن التاريخ يجب أن يُكتَب من هذه اللحظة. هكذا شعروا وتصرّفوا. وما زاد الطين بلّة أن الاعتداء على المبنَيَيْن مرَكّبٌ جداً ومنظّمٌ أيضاً، لدرجةٍ أنهم وكالعادة البوليسية الدائمة المرافقة للأحداث المشبوهة، وَجَدوا بعد الاعتداء منهجاً لتعليم قيادة طائرة Jet وإلى جانبه قرآناً خلَنْجاً (جديداً)… آآهاهاهاهااااا… وبدأ الفيلم. طبعاً من نافل القول إنهم استَكْلَبوا، أيّ المرحلة التي تلي: استَفْحَل أمرهم فاستَشْرَسوا… فقد «طاب الموت يا عرب»، قالها مسؤول أو ناطق باسم البيت الأبيض، لا أتذكر، وعواميد البنتاغون وراء رقبته، حتى لا ينسى، وحتى يدخلوا في لا وَعيِه أيضاً. «طاب الموت يا عرب» وجرّت وراءها القرارات ـــ الويلات، قرارات تمرّ في طريقها على مجلس الأمن، لست أدري لماذا، وكأنها استراحة صور. إلى أفغانستان، إلى باكستان يا عرَب، إلى إقليم بيشاور وجبال تورا بورا… وانهارت دفاعات طالبان الأساسية وتاه القوم المجاهدون كالمعهود، في الوديان والمغاور. حتى تنظيم القاعدة ـــ الأفغان العرب، تضاربت حوله الروايات، وما إن شعر رعاة البقر أنهم فشّوا خلقهم في الوديان والمساحات المجهولة وبعددٍ لا بأس به من القبائل الموالية لكارضاي العظيم أو المناهضة له، وما الفرق؟ فقد كانوا دوماً يؤمنون أنه «ماكو فرق!» (وقد تعلموها من حرب العراق الأولى في العام 1991) كلهم عرب وكلهم بحَسَب اليهود ممكن أن يكونوا غير موجودين. وهذا لن يؤثر إلا على بعض معاهدات جنيف والصليب الأحمر العادي وبعض المؤسّسات الإنسانية كـ «هيومن رايتس ووتش» (إنكليترا)… وهذا غير مكلف أيضاً، فصناديق الزكاة المنتشرة على جميع مداخل المؤسّسات التجارية الوهّابية في مساحات لا بأس بها من الوطن العربي المنحلّ، تضاف إليها نخوة بعض الأمراء «الأفراد» كما يوَدّ البنتاغون إشاعته لزيادة الغموض في موضوع هياج التطرّف السني المفاجئ، الفيلم البوليسي نفسه ويلزمه عناصر مشوّقة دائمة ليظل مقنعاً (أنظر تعابير وجه الرئيس هولاند كلّما طلبهم للاجتماع كيري، وعين الله ترعاهم، وإن لم يأتوا قُتِل الفرنسي المخطوف أينما كان، في الضاحية الجنوبية أم في تيزي أوزو، إلخ…) وهو رغم كل هذا الجهد لم يُقنِع أحداً! ولا مشكلة عند رعاة البقر، فهُم يضحكون وقد يضربون يدهم بيدك ويقولون Yes!!! لقد كشفتني هاهاهاها… Cool***
لقد كانت ولم تزل أهم وسيلة منذ 11 أيلول للتذكير بها هي: الصورة. الصورة التي لم يسأل الكثيرون كيف كانت بهذا الوضوح ومأخوذة من زاوية نموذجية وهي ليست بصورة لهاوٍ ولا لجماعة «كل مواطن مراسل» (أي بهاتف ذكي أو غبي). لقد صُوِّر انهيار المبنى الأول للحظات كافية قبل اختراق الطائرة الأولى للبرج يا جماعة. Fuck off Afghanistan، هيّا إلى العراق، لقد عاد هذا الأزعر إلى أسلحة الدمار الشامل، إن صدّام لا يُترَك وحده للحظة، فهو أزعر وعنيد. سهلة هذه التركيبة للدخول إلى العراق، فبين تمثال الحرية والعراق تاريخ من معامل حليب الأطفال إلى الأنتراكس إلى النفط مقابل الغذاء إلى موت الأطفال من قلة الماء. وبخلاف التصويت على أفغانستان في مجلس الأمن، الذي كان مسهّلاً، تعقّد وقتها الإجماع على دخول العراق وذلك لشدّة وضوح كذبة اتهام النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل، لكن ضمير أميركا وقتها لم يسمح بالرضوح لهذا الخنوع العالمي، فدخلت العراق بمفردها، وبعد فترة من المقاومة الغامضة جاء اليوم المركزي حيث تمّ نقل «وودستوك» إلى ساحة الفردوس وخيَّم الجميع حتى وصلت كل التلفزيونات ووكالات الأنباء وبدأ الاقتصاص من أحد تماثيل الطاغية صدّام وذلك بجميع الوسائل: من الملالة، الحبل، الصندل، البصقة إلى المتسلّقين… وبقي من كل هذا الضجيج، مرّة أخرى: الصورة. إن الصورة مهمة جداً في حروب اليوم، لأن إقتصاد السوق الرأسمالي مستعد أن يحوّل أي شيء إلى Logo وما أدراكم ما الـLogo. إن اللوغو جزء من الإعلان، قد يكون «أجيال تنمو مع نيدو» و»ما تخلّوا الولد يلعب ويجرح إيدو». هذا هو جزّار حلبجة وسفّاح النجف وهولاكو البصرة البعثي العراقي تحت لوغو تمثال ساحة الفردوس.
(محكي) طيب؟ وليه بقا بعد كل هالإنجازات العسكرية والأمنية والديمقراطية، كلّما بدّو يزور مسؤول أميركاني أو أوروبي حليف، أفغانستان أو العراق بيقولولك: وَصَل اليوم الرئيس هولاند بصورةٍ مفاجِئة إلى قاعدة باغرام في أفغانستان أو إلى مطار بغداد، لا فرق. إنو ليه بعدهن بيوصلوا بصورةٍ مفاجِئة؟ لأنو لا المالكي ولا كارضاي، مش عاملين شييييي… ليش هنّي خلّولهن جيوش ليعملوا شي؟؟ صاير كارضاي بتفكّروا hostess!
***خرا
زياد الحباني
الأخبار - العدد ٢٤٣٨
الجمعة ٧ تشرين الثاني ٢٠١٤