اللغة العربية ربّما تكون اللغة الأبلغ بالعالم، لغة فيها كتير من
الصور، ويضاف الى هيدا الخيال الّلي فيها، نوع من الموسيقى
الموجودة بلفظها، وخاصةً بس يتمّ تحريكها، فتحة/كسرة/ضمّة، اللي هنّي عملياً تلات أحرف جداد عمينزادو عالأبجديّة. لكنْ أحياناً بتكون بليغة، شي كتير يعني فوق العادة. في عبارات ما معقولة بلاغتها، إنّو هينة يخبّروك عن إنسان، وأنا بعرفو كتير طموح ونشيط وفي ميّة ألف فكرة ومشروع براسو وما بينام الليل قدّ ما شغّيل، إيه يجوا يقولولك: ... وقد تعرّضَ لحادثِ سيرٍ مؤلمٍ ولَقِيَ مصرعَهُ... ما معقولة «لَقِيَ مصرعَهُ»!!!
إنّو لو ما بعرفو أنا للزلمة، بتفكّر إنّو كان مقضّى حياتو عمبيفتّش عليه وأخيراً لقاه، إنّو كان مضيّعو هوّي لمصرعه، وطبعاً قدّ ما معجوق بهالنهارات ما عاد عارف وينو، وإذ أخيراً، شي خبطت فيه السيّارة، «تْرِكْ»... طلع بوجّو، هيدا غير السيّارة. إنّو ناقصها العبارة عا شويّ (فصحى) وأحسّ لحظةَ اكتشافِ ذاكَ «المصرع المنشود»، بسعادةٍ عارمةٍ... (محكي) وليه هيدا قارطها موتة يا جماعة، وفي جروح بليغة، والموتة الّلي من وراهن هِيّي البلاغة بحدّ ذاتها، مش لغة قريش!!!
ما تفكّروا إنّو هيدا المقال سخيف، أبداً. وينكن؟ ما هيدي الأنواع من العبارات الفائقة البلاغة، هيّي الّلي كفّت عا ضياع فلسطين. وهيّي الّلي خلّت القمم العربية، مناسبات ما في «إعرابي» single ممكن ينتظر لآخرها ليعرف النتيجة. وحتّى بس ينصاغ البيان الختامي ويطلع «إعرابي» مسؤول يقراه، بيعبسوا كلّ الأهل، وهاي حركة بطولتها زمّ الحواجب لوعورة الفهم وإستحالتو. أمّا الأولاد، فبيصيبن نوع من القلق الغامض الّي بيتّرجم برغبة مفاجئة بالأكل والركض لبرّات الديوان... أما الفلسطينيين، ومن بعدن طبعاً اللبنانيين، فالعراقيين وآخر شي حالياً السوريين: بيصيروا مش بس بيقطّعوا القلب، بيقطّعوه وبيفوّتوه عالفرن وعنار خفيفة بقا... طبعاً هيدا القلب بدّو دهر ليستوي!!!
يعني ممكن كتير يكون، أي واحد إذا «لَقِيَ مصرعَهُ»، أهونلو من إنّو يعيش ليشترك بهيدا التاريخ «السقيم». شايفين البلاغة؟! إنّو مشروع الوحدة العربية اليوم، غير إنّو ما في إستعمار بيسمح فيه لأنّو مخيف وخطر، مش صعب برأيكن؟ شي نص أفارقة، شي هلال خصيب، شي مغرب عربي، وشي إمارات متحدة، وشي جزيرة... والوهابيين. إنّو المسلمين الألبان مش مسهّلة أكتر حياتن؟ ليش والمسلمين الصينيين في أحلى وأروق منهن؟ وليه هولي عالقليلة بيروحوا عالشغل... بيروحوا كتير عالشغل، بدليل...
زياد الحباني
الأخبار - العدد ٢٤٦٢ الجمعة ٥ كانون الأول ٢٠١٤
الموجودة بلفظها، وخاصةً بس يتمّ تحريكها، فتحة/كسرة/ضمّة، اللي هنّي عملياً تلات أحرف جداد عمينزادو عالأبجديّة. لكنْ أحياناً بتكون بليغة، شي كتير يعني فوق العادة. في عبارات ما معقولة بلاغتها، إنّو هينة يخبّروك عن إنسان، وأنا بعرفو كتير طموح ونشيط وفي ميّة ألف فكرة ومشروع براسو وما بينام الليل قدّ ما شغّيل، إيه يجوا يقولولك: ... وقد تعرّضَ لحادثِ سيرٍ مؤلمٍ ولَقِيَ مصرعَهُ... ما معقولة «لَقِيَ مصرعَهُ»!!!
إنّو لو ما بعرفو أنا للزلمة، بتفكّر إنّو كان مقضّى حياتو عمبيفتّش عليه وأخيراً لقاه، إنّو كان مضيّعو هوّي لمصرعه، وطبعاً قدّ ما معجوق بهالنهارات ما عاد عارف وينو، وإذ أخيراً، شي خبطت فيه السيّارة، «تْرِكْ»... طلع بوجّو، هيدا غير السيّارة. إنّو ناقصها العبارة عا شويّ (فصحى) وأحسّ لحظةَ اكتشافِ ذاكَ «المصرع المنشود»، بسعادةٍ عارمةٍ... (محكي) وليه هيدا قارطها موتة يا جماعة، وفي جروح بليغة، والموتة الّلي من وراهن هِيّي البلاغة بحدّ ذاتها، مش لغة قريش!!!
ما تفكّروا إنّو هيدا المقال سخيف، أبداً. وينكن؟ ما هيدي الأنواع من العبارات الفائقة البلاغة، هيّي الّلي كفّت عا ضياع فلسطين. وهيّي الّلي خلّت القمم العربية، مناسبات ما في «إعرابي» single ممكن ينتظر لآخرها ليعرف النتيجة. وحتّى بس ينصاغ البيان الختامي ويطلع «إعرابي» مسؤول يقراه، بيعبسوا كلّ الأهل، وهاي حركة بطولتها زمّ الحواجب لوعورة الفهم وإستحالتو. أمّا الأولاد، فبيصيبن نوع من القلق الغامض الّي بيتّرجم برغبة مفاجئة بالأكل والركض لبرّات الديوان... أما الفلسطينيين، ومن بعدن طبعاً اللبنانيين، فالعراقيين وآخر شي حالياً السوريين: بيصيروا مش بس بيقطّعوا القلب، بيقطّعوه وبيفوّتوه عالفرن وعنار خفيفة بقا... طبعاً هيدا القلب بدّو دهر ليستوي!!!
يعني ممكن كتير يكون، أي واحد إذا «لَقِيَ مصرعَهُ»، أهونلو من إنّو يعيش ليشترك بهيدا التاريخ «السقيم». شايفين البلاغة؟! إنّو مشروع الوحدة العربية اليوم، غير إنّو ما في إستعمار بيسمح فيه لأنّو مخيف وخطر، مش صعب برأيكن؟ شي نص أفارقة، شي هلال خصيب، شي مغرب عربي، وشي إمارات متحدة، وشي جزيرة... والوهابيين. إنّو المسلمين الألبان مش مسهّلة أكتر حياتن؟ ليش والمسلمين الصينيين في أحلى وأروق منهن؟ وليه هولي عالقليلة بيروحوا عالشغل... بيروحوا كتير عالشغل، بدليل...
زياد الحباني
الأخبار - العدد ٢٤٦٢ الجمعة ٥ كانون الأول ٢٠١٤